حاج ماجد سوار يكتب: إلى الإسلاميين : حاذروا من الوقوع في الفخ
برعاية و تمويل وزارة الخارجية السويسرية نظمت منظمة (بروميدييشن) الفرنسية خلال الفترة الماضية ثلاثة لقاءات و ورش عمل جمعت بعض أطراف القوى السياسية السودانية كان آخرها الورشة التي عقدت في يومي الخامس و العشرين و السادس و العشرين من شهر نوفمبر الجاري بسويسرا و شاركت فيها جماعة (قحت/تقدم) و الإتحادي الديمقراطي الذي يترأسه جعفر الميرغني و حزب المؤتمر الشعبي (الأمانة العامة ـ علي الحاج) و آخرين !!
أطلق على هذه اللقاءات إسم (نيون) و هي المدينة التي عقدت فيها و تهدف كما يقول منظموها و رعاتها إلى تقريب وجهات النظر بين القوى المتحاورة تمهيداً لإطلاق عملية سياسية تهدف إلى وقف الحرب في السودان !!
الجهات المنظمة و الراعي يعلمون أن حرب السودان تقف وراءها دولة الإمارات تسليحاً و تمويلاً بالشراكة مع مليشيا الدعم السريع المتمردة المجرمة الإرهابية و ذراعها السياسي (قحت/تقدم) و هي حرب تستهدف الدولة السودانية بكل مكوناتها و قرار إيقافها بيد هذا التحالف الشرير و قوى الشر الإقليمية و الدولية التي تناصره ، و يعلمون كذلك بأن القوى السياسية التي شاركت في هذا اللقاء لا تستطيع إيقاف الحرب التي أصبح أمر إستمرارها أو إيقافها بيد الشعب السوداني صاحب الفاتورة الأعلى فيها !!
من واقع معلوماتي أن الأهداف الرئيسية وراء عقد الملتقيات تتمثل في :
ـ غسل يد حمدوك و جماعته (قحت/تقدم) من أوزار الحرب و إعادة إنتاجها للعب أدوار محددة في الفترة المقبلة !!
ـ تكوين تحالف أو توافق أو تفاهمات على الحد الأدنى بين القوى السياسية المشاركة في الملتقيات و جماعة (قحت/تقدم) في محاولة لفك عزلتها بعد إنكشاف دورها في إشعال الحرب !!
ـ ممارسة مزيد من الضغط على الحكومة السودانية و قيادة الجيش للقبول بمشروع تسوية يجري طبخه في عدة عواصم !!
ـ شغل الرأي العام عن معركته الرئيسية في مواجهة مؤامرة الإمارات و حلفائها الخارجيين ضد بلادنا و التي تنفذها المليشيا المتمردة و جناحها السياسي (قحت/تقدم)
من جانب آخر فقد علمت من مصادر متعددة بأن الجهات المنظمة و الراعية أعدت الخطة لعقد ورشة خاصة تجمع أطراف (التيار الإسلامي العريض) للإستماع إلى وجهة نظرهم حول موضوعات منصة و مشروع (نيون) و علمت كذلك بأن الأطراف المنظمة قد التقت بصورة فردية مع بعض الإسلاميين لإستطلاع آرائهم حول الورشة .
في تقديري أن مثل هذه الورشة تنطوي على أهداف خبيثة يمكن إجمالها في نقطتين :
الأولى : عزل التيار الإسلامي الذي يعمل بتنسيق و شراكة كاملة مع بقية القوى السياسية الوطنية التي تساند القوات المسلحة في معركة الكرامة و تصويره كأنه يعمل لأجندة خاصة بعيداً عن حلفائه و شركائه !!
و الثانية : معرفة و استكشاف أفكار و توجهات الإسلاميين و بالتالي وضع الخطط المضادة لها !!
دعوتي التي أتوجه بها إلى التيار الإسلامي هي أن يحاذر من الوقوع في الفخ الذي ينصب له ، و عليه أن يرفض الدعوة من حيث المبدأ لأن الوقت و الجهد كله يجب أن يكرس لمعركة الكرامة و مساندة القوات المسلحة حتى القضاء على التمرد ثم بعد ذلك الدعوة لحوار (سوداني/سوداني) وطني يعقد في الداخل بعيداً عن أي وصاية أو تدخلات خارجية ، يشارك فيه الجميع عدا حلفاء و مناصري المليشيا ، ينتج عنه توافق و تواثق على ما يؤدي إلى تعافي الوطن و استقراره و وحدته و تماسكه .
و ليعلم شعبنا و قوانا السياسية الوطنية بأن مثل هذه الملتقيات و الأنشطة المماثلة لها هدفها الرئيسي هو تعميق أزمات البلاد و ليس معالجتها أو البحث عن الحلول الناجعة لها !!
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
30 نوفمبر 2024