حسن البصير يكتب: حق تقرير المصير
قبل الحرب نظم مركز للدراسات الاستراتيجية بالخرطوم ورشة عمل بقاعة الشارقة كنت قد قدمت فيها ورقة عمل بعنوان ” إنفصال الجنوب هل سيكون بداية لتجزية السودان” و كان المركز قد طلب منا فى منبر السلام و الذى كنت عضواً بمكتبه القيادى ورقة عن الرؤية المستقبلية لمعالجة آلأثار و التداعيات لإنفصال الجنوب و هل ستترتب على هذا الانفصال إشكاليات على مستقبل السودان
و كانت الورقة التى قدمتها قد تناولت الأسباب التى أدت لإنفصال الجنوب و التى كانت تتمثل فى أن الحرب لم تعد هى الخيار الافضل لحل مشكلة الجنوب و التى تطاول امدها و اودت بحياة أكثر من إثنين بمليون نسمه و إن إستمرارها هو حصد لمزيد من الأرواح، كما أشرت إلى أن العيش بين دولتين فى سلام افضل من حرب بلا نهاية و إن نهضة و رفاهية الشعبين الشمالى و الجنوبى تكمن فى إنهاء الصراع و بناء علاقات تكامل و تبادل للمصالح و تقوية جسور التواصل الإجتماعى بين الشعبين .
و تناولت الورقة العديد من المبررات و الدوافع التى ساقت المنبر للمطالبة بدعم خيار الجنوبيين فى حقهم لتقرير مصيرهم الذى أصبح ضرورة بعد أن تعزر التعايش السلمى •
و حول السؤال الذى طرح ك عنوان للورشة فى هل يمكن أن يكون الانفصال بداية لمشروع تفكيك و تجزية للسودان قد أشارت الورقة إلى أن حق تقرير المصير حق كفله القانون الدولى و إذا ما إرتضى شعب أن يقرر مصيره أو أن هناك قيود على ممارسة حقه فى الحريه و لا تتوفر مقومات لحقوق الإنسان فى البئية التى يعيش فيها يصبح من حقه المطالبة بذلك •
بالطبع أن هناك جهات أجنبية تسعى لتقسيم السودان و لا تريد أن يشهد إستقراراً لهذا اشعلوا الحرب فى دارفور إلا أن نموذج الجنوب قد يختلف تماماً عن دارفور و التى تعتبر نسيج واحد مترابط مع كل أجزاء السودان
فأي حديث عن إنفصال دارفور غير وارد و لعل حرب أل دقلو الاخيرة أثبتت أن النسيج الإجتماعى فى السودان لا يمكن أن يتجزأ وقد أصبحت معالم الهويه تتشكل من رحم هذا التدافع القوى لتوحيد لحمة السودانيين و هذه الحرب التى إمتدت فى أجزاء واسعة من السودان أظهرت قوة الإنتماء الوطنى و التلاحم بين كافة مكونات الشعب السودانى لصد العدوان الذى يهدد الدولة السودانية •
إذن اى حديث عن تقرير المصير لدارفور لن يجد أرضية يستند عليها لان ابناء دارفور يدافعون عن أهل الوسط فى الجزيرة و سنار و فى تخوم الفاشر يقاتل ابناء الشمال و الشرق مع المشتركة فى فاشر السلطان •