أخبار سياسيةتقنيةمنوعات

يس علي يس يكتب زفة ألوان: لقاح الملاريا.. أوعك تهمل.. وتندم بكرة على إهمالك..!!

  • إن أكثر ما يمكن أن يلفت نظرك وأنت تطوف في الشوارع الرئيسة لولاية القضارف في الأمسيات، هو تجمع أعداد كبيرة من الناس في عدد من المستوصفات والمراكز الصحية والعيادات الخاصة، حين تقف على طبيعة تلك الحالات فإن النسبة الأكبر منها يتحول ما بين الملاريا وبين الشكوك في وجود حمى الضنك المنتشرة، وهو بالتأكيد أمر مزعج جداً كون الملاريا واحدة من الأمراض الخطيرة جداً التي نتعامل معها في السودان بجهل وبلا مبالاة معاً كونه أصبح من الأمراض المستوطنة والتي نتعايش معها بشكل شبه يومي..!!
  • الملاريا مرض خطير جداً، وليس بالسهولة التي يقابله بها الناس، ولا بتلك العشوائية التي تجعل أحدهم يذهب إلى الصيدلية ليطلب “دواء ملاريا” سواء الحقن أو الحبوب، دون أن يعرف البروتكول الموضوع وفق دراسات دقيقة لهذا أو ذاك، ما يضيف أخطاراً إضافية على المريض الذي يتناول تلك الأدوية بلا استشارة أو أدنى معرفة بطبيعة عملها..!!
  • العام 2022 سجل حوالي 249 مليون حالة للملاريا في العالم، حصدت منهم 608 ألف روح، وفوق ذلك فإن هنالك حوالي نصف مليون طفل حول العالم يموت بالملاريا، وهو ما حرك الصحة العالمية لوضع حد لهذا الانتشار والتقليل من حجم الإصابة والمضاعفات وخصوصاً لدى الأطفال، باعتبارهم أكثر الفئات المتضررة من المرض، ثم إنهم مستقبل العالم الذي ينبغي المحافظة عليه..!!
  • انتجت الصحة العالمية بالتعاون مع العديد من المنظمات العاملة في المجال الصحي ورعاية الأطفال لقاحاً جديداً لإدراجه ضمن سلسلة اللقاحات التي تمنح للأطفال في سن مبكرة وفي الشهور الأولى، فكان لقاح الملاريا الجديد “R21” والذي تم اعتماده وتجريبه والتأكد من درجات الأمان فيه في عدد من الدول مثل ملاوي وكينيا وغانا، وتأكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه آمن جداً، ومفيد لدرجة بعيدة في حماية الأطفال، والتقليل من شدة الملاريا المميتة، وتقليل نوباتها بنسبة تفوق الـ30% بالمائة، ما يجعل مقاومتها سهلة لدى الأطفال ويمكن تجاوزها بكل سهولة في حال تناول اللقاح الجديد..!!
  • وزارة الصحة بولاية القضارف مهمومة بالأمر، وتبذل قصارى جهدها لنشر الوعي وسط المواطنين وتبصيرهم بأهمية وفائدة اللقاح في حماية الأطفال، ولعل الامر يقع على عاتق الأمهات، ليدركوا أن اللقاح الجديد جاء لحماية أطفالهم، وأنه آمن من كل الآثار الجانبية، وأن الحمى التي تلي تناول العقار هي حمى طبيعية مثل تلك التي تزور الطفل بعد تناول جرعة الحصبة أو شلل الأطفال، وأن وجود الحمى بعد تناول اللقاح أمر محمود يؤكد قدرة الطفل على مقاومة المرض، واجتهاد الدم لصناعة مناعة ضد الفيروس إذا ما غزا الجسم مستقبلاً..!!
  • لا يسلم أي لقاح جديد من الشائعات، لذلك فإن الوعي هو أمضى سلاح للوقوف ضدها، وتبصير المواطنين في كل محليات القضارف وكل الولايات بضرورة تناول اللقاح للأطفال ابتداءً من عمر خمسة أشهر بأربع جرعات في أزمان مختلفة، ففي حماية المجتمع من الأمراض حماية للجميع..!!
  • المواطنون عليهم أن يتعاملوا بوعي، وأن لا يميلوا إلى صرف العلاجات “على كيفهم”، فهذا من الخطورة بمكان، لذلك فإن كل من يشعر بأعراض الملاريا “الحمى، الصداع، آلام الظهر والمفاصل” وغيرها أن يزور أقرب مركز أو عيادة لتحديد المرض ومن ثم البدء في تناول العلاج، فهنالك درجات في نوع الأدوية تتطلب معرفة أكيدة وإلا فإن عواقبها وخيمة..!!
  • على وزارة الصحة تكثيف حملاتها التوعوية للمواطنين وتبصيرهم بالقادم الجديد من لقاح الملاريا..!!
  • سلم الله البلاد والعباد..!!
  • طعم طفلك.. وأوعك تهمل.. وتندم بكرة على إهمالك.. وأحسن تحفظ أسرة كريمة تريح بالك.. وتحفظ مالك..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى