Uncategorized

يس علي يس يكتب زفة ألوان: حمدوك.. مسرح العبث..!!

• كل شيء في ظهور حمدوك على المشهد السوداني كان مرتباً بدقة، لم يكن أبداً محض فوضى أو صدفة، ولا يدرك ذلك إلا المتابعين الأذكياء، الذين يقرؤون رموز الخريطة كما ينبغي لها أن تقرأ، ثم يربطونها جيداً ليدركوا كيف تسير الأمور، وكيف تتم قيادة الشعوب وفق النظرية الاجتماعية المعروفة بـ “غريزة القطيع” ، ومن هنا تم صناعة حمدوك، ذاك الذي كان ظهوره نذير شؤم على الأمة السودانية وعلى هذا البلد..!!
• حمدوك الذي تمت صناعته بهدوء منذ غادر إلى بريطانيا في العام 1987، حيث بدأ تشكيله منذ ذلك الوقت، وحتى بعد فصله من وزارة الزراعة في العام 1990، وقد كان معروفاً بيساريته وانتمائه للحزب الشيوعي، وإن لم يكن من قيادات الحزب ولم ينجح في صناعة أرضية قيادية له في الحزب..!!
• بعد نيله الماجستير في بريطانيا، اختير لحمدوك أن يغزو أفريقيا، فبدأ بزيمبابوي بحجة إجراء الدراسات الزراعية الميدانية هناك، في وقت كان فيه الجميع يتجه إلى دول الخليج بحثاً عن تحسين الأوضاع، ولكن المبررون ظلوا يروجون إلى أن حمدوك اختار أفريقيا للعلم والدراسة وفضلها على المال، وهو حديث مثير للشفقة..!!
• في العام 95 التحق حمدوك – أو تم إلحاقه بالأصح – بمنظمة العمل الدولية في هراري بزيمبابوي، ثم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ثم ساحل العاج، ثم جنوب أفريقيا، ثم إثيوبيا، ليكون شبكة من العلاقات المستقبلية المرسومة لوقت محدد، ولزمن يتم طبخه بهدوء يستهدف السودان..!!
• كان حمدوك مثالياً لهذا الاختيار، فهو صاحب موجدة وغبن تجاه الإنقاذ، كونها أطاحته من منصبه بالوزارة، وكونه متعلم، وكونه شيوعي، وكونه صاحب طموحات شخصية يريد ان يرسل شيئاً من خلالها في بريد كثيرين، لذلك كان مهيأً نفسياً لهذا الدور وهذا الغرض الخبيث الذي ظلوا يعملون له منذ عشرات السنين..!!
• إن ترشيح حمدوك للرئيس البشير في العام 2018 ليكون وزيراً للمالية في أيام الخنقة الاقتصادية، لم تكن صدفة ولم تكن اعتباطاً، فقد كان الغرض منها هو إظهار حمدوك ووضعه في الواجهة، ولعل البشير ابتلع الطعم، وعين حمدوك، فكان المخطط أن يعتذر حمدوك عن المنصب، ويظهر بمظهر الزاهد عن السلطة، ثم يختفي عن المشهد، وتبدأ تفاصيل الرحلة التي تشاهدونها الآن على كل الشاشات..!!
• خذ مثالاً بسيطاً “تجمع المهنيين السودانيين”، ولعل الناس يذكرون تماماً أن الثورة في بداياتها انطلقت بشكل اعتقد الجميع أنها كانت عفوية، ثم رويداً رويداً بدأ الترويج عبر الوسائط لفكرة أنه لا بد من وجود قيادة للثورة، وأن الثورة ستضيع لو أنها لم تجد قيادة مع التشكيك في قدرات الأحزاب على هذه القيادة، ثم ما لبث أن ظهر نبت “مثالي” في نظر الناس هو “تجمع المهنيين السودانيين” الذي لم يدر أحد كنهه حتى الآن، ولا أحد يعرف من كان خلفه، المهم هو انه بدأ في إصدار بيانات الخروج وأجندته، ومداعبة مشاعر الشارع العام، وكان كل التركيز على فئة الشباب تحديداً، واستفادت من أطماع كثيرين منهم فأصبحوا نجوم الثورة، وضحت بآخرين قرباناً للحريق..!!
• هذه الثورة صنعت “دسيس مان” و”خالد عجوبة” و”وأولاد الضي” من العدم، لم يكونوا شيئاً ولن يكونوا إلا من خلال صناعة الفوضى هذه، لذلك تم تفصيلهم وصناعتهم كأساطير ثورية بما يلامس هوى الشباب المغرر بهم..!!
• هل تعتقدون أن كل هذا كان مجرد صدف؟؟، أبداً.. كان هذا نتاج لغرف متخصصة إعلامية على أعلى مستوى برعاية دولية وصرف بذخي لقيادة الشارع في السودان، الشعارات، القصائد، الجداريات، حتى الموت كان مفصلاً في هذه الغرف، وكل جريح أو شهيد تم تصويره أو تلميعه قبل أيام من سقوطه، فهل هذا يمكن ان يكون محض صدفة؟؟ أو أنه عمكل عشوائي..؟؟
• كل هذا كان “فرش الأرض بالورود” لظهور جديد لحمدوك المثالي، الذي رفض العمل مع حكومة البشير “الفاسدة” ورفض المنصب من أجل الوطن، ولعلكم الآن تفهمون توقيت ظهور حمدوك في زمن البشير، ثم إظهاره مجدداً كـ”مؤسس” وكقائد لفترة ما بعد الثورة، وتنزيل فكرة المدنية والديمقراطية والحرية على أرض واقع الثورة المسكينة، فكان سقوط البشير، وكانت “قحت”، ليتواصل السيناريو البغيض المدروس..!!
• في كل المراحل كانت هنالك دعوة عالية، ومحاولات لشيطنة الجيش، وتصويره على أنه ضيعة من ضياع المؤتمر الوطني و”الكيزان”، حتى خرجت شعارات مثل “معليش ما عندنا جيش”، و”اشتروك بي كم عشان تقلبها دم”، وتصوير الجيش كالعاجز حين انتجت احداث القيادة، وما صاحبها من حكايات تشير إلى أن الجيش “قاعد ساي”، كانت تلك شعارات مدروسة انتجتها غرف الضلال، الغرض منها إدخال الد-عم السر-يع في المشهد، وتصويره على أنه البديل الأمثل لمؤسسة الجيش، والقوة الموازية حال تعنت القيادات عن الاستجابة لرغبات المتآمرين في ضرب السودان من الداخل..!!
• كانت الخطة أن يسيطر المتمرد حميد-تي على السلطة ثم تتم التضحية بأولئك الهائمين في المنافي الآن يدافعون عن هؤلاء اللقيط، ويلوكون علكة “الديمقراطية” وهم لا يدرون أن مصيرهم مثل دابة “ذي الرمة” حين أنشد قائلاً: وإذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته/ فقام بفأس بين وصليك جازر”، وهو البيت الذي عابته العرب لأنه جازى ناقته بالنحر بعد ان أوصلته مبتغاه، وهو عين ما كان سيصيب هؤلاء الغافلين لو نجحت المؤامرة..!!
• لم يكن أمام حميد-تي ما يخسره بعد أن اقترب جداً من تنفيذ المخطط اللئيم، فكانت حرب أبريل 23 كاشفة لكل النوايا، ولكل الأيدي التي كانت تعبث بالحالمين، والمتسلقين، والغافلين، من اجل النيل من هذه البلاد، مسرحية سخيفة وبائسة كان بطلها الأول والأخير حمدوك، ولكنه فشل فيها كما فشل من قبل في كل شيء أوكل إليه، ولو أن “فيهو فايدة” لكان أحد قيادات الحزب الشيوعي السوداني..!!
• فشل حتى أن يكون شيوعياً.. فيا للبؤس..!!
• من نعم الله على السودان أن ظل الجيش صاحي..!!
• ومن انتصار لانتصار.. سنكشف كل يوم حجم “الطلس” الذي أوردنا هذه المهالك..!!
• جيشنا جيش الهناء..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى