ياسر تركي يكتب صرير الأقلام : المتغيرات الثقافية للأمن القومي
تظل المتغيرات الثقافية والإجتماعية والإنسانية هي المتغيرات الفاعلة في تشكيل طبيعة وحالة الأمن القومي وفي ذات الوقت تعد مقياسا”أو موشرا”علي مدي سلامتة ..تشغل الثقافة مكانة محورية في بناء المجتمع بإعتبارها تتولي تنظيم التفاعل الإجتماعي وبدونها تسود المجتمع حالة من الفوضي .. إستنادا”إلي ذالك يصبح الأمن الثقافي له مكانة محورية في منظومة المتغيرات المتصلة بالأمن القومي .. يعرف الأمن الثقافي بأنة الحفاظ علي أصالة الهوية الثقافية القومية من خلال تحصينه عقائديا”من كل مايهدد هذة الأصالة سواء صدر هذا التهديد من الداخل أو الخارج فأبرزها أساليب ومظاهر وأهداف الأختراق الثقافي الذي يتسبب في تغير بعض معالم النمط الثقافي القومي ومقوماتة وزعزعتة … وفي تعريف أخر يشير الأمن الثقافي إلي بيان الأسس والقواعد المتوفرة في ثقافة ما تلك التي تمنع حالات الأختراق الثقافي والغزو الفكري وإستنطاق ثقافتنا الزاتية في مواجهة القضايا المتجزره وتأكيدها في نفوس أبنائنا والعمل علي تمثيل وتجسيد قيمها في سلوكنا ومواقفنا حتي يتسني تحقيق المقاومة الزاتية التي تمنع وتواجه كل عمليات التخريب الثقافي . تتجلي أهمية الثقافة من خلال كونها تشكل خط الدفاع الأخير عن الهوية الوطنية بدورها كنواة في هذا الإطار علي هذا الصعيد فلم تقم نهضة في أمة إلا وكانت الثقافة في قلب مشروعها كما لم تتغير أمة أو تتخبط في مدارات الإنتكاس والتقهقر إلا وكانت المسألة الثقافية هي النواة الصلبة للجهود من أجل الخروج من عثرتها وإستعادة مكانتها وإنطلاقتها ..