أخبار سياسية

وهيب أري يكتب خط صريح: مخزن البصل بكسلا .. ملجأ ام معتقل..؟

بعد صدور قرار استئناف الدراسة بولاية كسلا سعى المسئولون عن دور الإيواء لإيجاد حل لترحيل النازحين من المدارس إلى أماكن أخرى لائقة للسكن،  فكان الاختيار على مخازن البصل لتكون منجاة لهم من هذه الورطة، التي وضعوا أنفسهم فيها غير آبهين بجاهزية المكان صحياً وبيئياً، أو من ناحية الحماية، فنحن في فصل الخريف أو بصورة أدق في نهايته، ولكن هذا لا يفرق، فكسلا معروف فيها تبعات الخريف من ناموس وذباب وغيره من ناقلات الأمراض و مسبباتها، ناهيك عن الزواحف من أفاعي وعقارب، بالإضافة للجرذان التي تمثل مثل هذه المخازن مرتعاً لها.

قصور كبير صاحب اتخاذ هذا القرار، فلا أعتقد أنه قد تمت دراسته بالقدر الكافي فقد كان أول يوم لترحيل وافدي سنار لهذا المكان قد واجه سخطاً كبيراً من قبلهم، فقد رأوا بأم أعينهم قدر الاستهتار وقصر النظر في ضيافتهم من قبل حكومة الولاية التي خففها تواجد السيد الوالي عند وصوله، و لكن زال ذلك ما إن بدأ هطول الأمطار في ذلك اليوم ما دفع سيادته للهروب من ذلك المكان دون أن يتقدم لهم حتى باعتذار، ليلحق به من استطاع منهم ليعود أدراجه إلى عراء المدرسة الصناعية التي كانت مقر صدمتهم الأولى.

ليعود إليهم القائمون على الأمر مرة أخرى بوعود كانت كفيلة بإقناعهم للعودة لذلك الجحيم مرة أخرى، وها هم اليوم يعانون أشد معاناة من قلة الاهتمام وقصور في الخدمات التي تكفل بها بقدر كبير أصحاب الأيادي البيضاء من أبناء كسلا، وتلك التكايا التي تكفل واجتهد في إنجاحها أبناء الترعة جنوب إحساساً منهم بالمسئولية المجتمعية ودورهم الوطني الذي لم يكن متوافراً لدى الموجودين بسلطة الوريفة.

تململ كبير وخوف من المصير المجهول بعد المعاملة السيئة التي يتلقاها من بالمصنع، كانت كفيلة بدق ناقوس الخطر فهؤلاء المغلوب على أمرهم لا يجدون ما يسد جوعهم فقد قررت لهم إدارة المعسكر وجبة واحدة في اليوم، على أن لا يزيد نصيب الفرد منهم عدد 2 رغيفة في اليوم مع التشديد على عدم التصوير أو الخروج من حرم المعسكر أو السجن إذا صح التعبير.

شكاوى وصلتنا من أحد المكلومين الذي خرج لتلقي العلاج لولا خوفنا عليه من مواجهة مصير لا نعرفه لذكرنا اسمه مع أنه أصر على ذكر اسمه، فقد قال إنه لا يخاف العواقب فهو من الأقلية التي لم ترض الظلم وإنه قد تحدث مع المسئولين هناك، ولكن شكواه قوبلت بالوعود والتي لم تتعد حد الأفواه التي نطقت بها.

النداء مطروق على آذان أبناء كسلا الذين دأبوا على إكرام وفادة أشقائهم الهاربين من جحيم الحرب ايماناً منهم بالمسئولية والدور المهم في معركة الكرامة التي فرضت علينا، والمستهدف منها المواطن ولا أحد سواه، فلو كان المستهدف جيشنا الباسل الذي استعصى عليهم كسره لظل جناحهم العسكري يقاتل معسكرات الجيش التي كبدتهم الخسائر وفعلت بهم الافاعيل، المنظمات قد اكتفت وامتلأت خزائنها فهناك من امتلأت مخازنهم من تلك الإعانات التي أتت للمواطن و لكن الفساد الذي يلطخ مكاتبهم قد فاحت روائحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى