وهيب أري يكتب خط صريح: كسلا ما بين غياب المسئول و صمت المواطن

تشهد مدينة كسلا وضع صحياً معقداً حد الغثيان، بسبب انتشار الأوبئة، وبالأخص مرض الكوليرا الذي حصد وما زال يحصد الكثيرين حتى لحظة كتابة هذه السطور، ومستشفى كسلا التعليمي أكبر شاهد بصحبة مقابر القطاعين الغربي والشرقي على حد سواء.
وضع مخيف ومزعج إلا أن المسئولين عن التعليم وبمباركة من السيد الوالي المكلف، ومستشاره، يصرون على استئناف الدراسة غير آبهين بما ستصل إليه الأوضاع من كوارث صحية، وستصحبها أثقالاً مادية على كاهل أولياء الأمور، إذا حدث ما لا يحمد عقباه – لا قدر الله – وانتشرهذا الداء بين الطلاب وبالطبع لن يسلم منه المعلمون إذا أصيب شخص واحد، فالمدارس كما تعرفون ستكون مكتظة، فهناك قبول من الوافدين إلى الولاية لضم أبناءهم للمدارس خوفاً عليهم من ضياع السنة الدراسية أو الإحساس بنقص، ما إن يروا أقرانهم ينالون تعليمهم، وهذا جانب نفسي لا يمكن إغفاله في مواجهة أطفال.
هنالك مشاكل مصاحبة لسلم التعليم فهناك مقررات تخص الصف الثالث متوسط لم يعلن عنها بعد، وأشك في أنه قد تم إعداده، فقد كان مقرراً له قبل فترة الحرب، فهل وجدوا حلولاً لهذه المشكلة، أم أن قرار استئناف الدراسة هذا تم اتخاده فقط لإرضاء او إسكات جهة ما.
بعيداً عن الوضع الصحي، لا يزال الوضع الأمني ضباب على الرغم من ثقتنا في جيشنا الباسل، إلا أن هذه الولاية ما زالت مستهدفه من المتربصين ودعاة الفتن من السياسيين الذين لا يفوتون فرصة حتى يقلقوا أمن هذه الولاية الهادئة المطمئنة بتعايش أهلها، إلا أن القبلية منذ اندلاع الثورة المجيدة صارت خميرة عكننة وسلاح فتاك قد يعصف بالوريفة و يدمرها.
مطالباتنا لصاحب القرار بالتريث حتى زوال هذه الغمة، وبعد ذلك فإن لكل حدث حديث.
والله من وراء القصد،،،،،،،،،،