محمد أحمد كباشي يكتب قطع شك: القضارف .. البشيل فوق الدبر ما بميل
من شعر الحماسة المتوارث ما قاله الشاعر النعيم ود حمد (البشيل فوق الدبر ما بميل ) وهذا ما يجسده واقع الحال بولاية القضارف والتي صارت ملاذا آمنا لالاف الفارين من جحيم الحرب ومليشيا الدعم السريع تستبيح المدن والقرى وتجبر الآمنين على الفرار إن هم نجوا من آلة قتلها ووحشية تعاملهم
لم تتوفق موجات النزوح إلى ولاية القضارف منذ بداية الحرب ابان فترة الوالي السابق محمد عبد الرحمن من ولاية ومن ثم تبعتها ولاية الجزيرة وناء حمل القضارف بالنازحين والولاية تستقبل أعنف موجة من النازحين من ولاية سنار ولكن القضارف بطيبة أهلها ونبل كرمهم ضربوا أروع الأمثال وسطروا تاريخا تتوارثه الاجيال اذ لم تكن حمولة النازحين الأولى والثانية فوق ظهر الولاية المثخن بجراح الحرب واثارها السالبة تجعلها (تميل) عن استقبال مزيد من المتاثرين من اخوتهم
حيث قدمت القضارف حكومة وشعبا درسا في الإيثار فكانت المشاهد حية على الطرقات والأحياء ومراكز الايواء تحكي عن اصالة هذا الشعب
حكومة الولاية وعلى رأسها اللواء م محمد احمد حسن والوزارات والادارات المختصة أبدت اهتماما واضحا بملف النازحين بدءا بتوفيق اوضاعهم وفق خطة يتم تنفيذها عبر اللجنة العليا لحصر الوافدين وفعليا تم تدشن برنامج تسجيل النازحين لضمان وصول الخدمات لهؤلاء محمد آدم والدكتور دفع الله إلى جانب ممثل اللجنة الأمنية للولاية، دشنت برنامج حصر النازحين بالولاية، وكشف المدير العام لوزارة الصحة عن برنامج طموح لحصر الوافدين إلى الولاية من خلال خطة وذلك لتسهيل توفير الخدمات بصورة عادلة للجميع سواء في مراكز الإيواء أو في المدارس والأحياء،
وتوفير فرق عمل متخصصة للوصول إلى نسبة كبيرة من النجاح في تغطية كل الوافدين ودراسة أوضاعهم
في سبيل توفير إقامة مريحة وآمنة للوافدين في ظل الظروف الطبيعية التي تمر بها الولاية في فصل الخريف كما ان المنظمات الطوعية لن تجد صعوبة لتقديم خدمة لهؤلاء النازحين طالما هناك قاعدة بيانات موجودة
والخطوة التي اتخذتها حكومة القضارف يجب ان تكون تجربة تحتذى بها بقية الولايات وان تسارع بإجراء عمليات حصر الوافدين لان تواجدهم بدون ان يتم حصرهم ربما يفقد كثير منهم الحصول على تقديم الخدمات كما ان عدم الحصر يقود إلى بروز ظواهر سالبة يصعب من السيطرة عليها ولذلك شددت اللجنة الامنية بالولاية أن عملية الحصر ستكون إجبارية لكل الوافدين
يمكن القول ان القضارف التي فتحت الأبواب والقلوب للوافدين. واكرمت وفادتهم لا يمكن أن تقع فريسة سهلة في أيدي العابثين الذين ينتظرون لحظة الفوضى ليعيثوا في الأرض فسادا تماما كما حانت لهم الفرصة في كل من مدني وسنجة والسوكي والدندر فقد تشكلت الخلية الامنية بالولاية من كافة الاجهزة وشرعت في مهامها لقطع دابر المتمردين والمتعاونين معهم من الخلايا النائمة والطابور الخامس ومنعا للشائعات ومحاربتها ومتابعة التجمعات المشبوهة ومحاربة اوكار الرذيلة
وهنا لا بد ان نشيد بالخطوات الجادة التي اتخذها حكومة الولاية وجهودها في تأمين الولاية ونقولها بالفم المليان ستكون القضارف عصية على التمرد
والبشيل فوق الدبر ما بميل