أخبار سياسية

صديق رمضان يكتب: الي معتمد كسلا.. النار من مستصغر الشرر..!!

بمجرد أن أعلنت وزارة الصحة بولاية كسلا بكل شفافية وشجاعة عن ظهور حالات إسهال مائي كان على إدارة محلية كسلا المُكتظة بالسكان تحسّس موضع قدمها وتقليب أوراق الصحة واصحاح البيئة حتى لا تتفاجأ بانتشار هذا المرض الخطير الذي تبدو كل العوامل البيئية مواتية لتفشيه في ظل هطول متواصل للأمطار وتوالد للذباب.

واليوم من خلال جولة سجّلناها على عدد من المطاعم واماكن بيع اللحوم والخضار بسوق كسلا وضح غياب الرقابة الصحية الصارمة التي تركز على النظافة، وكثيرة هي الصور البائسة التي وقفنا عليها التي كشفت عن أن التساهل في الرقابة أسهم في عدم اكترث أصحاب مطاعم في الإهتمام بالاشتراطات الصحية.

وعلى ثقة تامة نؤكد أنه إذا سجّل فريق صحي من المحلية جولة على المطاعم بسوق كسلا الكبير سيكتشف الكثير من المخالفات التي ترق لدرجة إصدار قرار بالاغلاق لأن عدد من المطاعم تشكل خطر حقيقي على مرتاديها.

وعدم الإهتمام بتطبيق الاشتراطات الصحية يعود إلى تركيز المحلية بكسلا وكل المحليات على تحصيل رسوم الترخيص دون التدقيق في شأن إصحاح البيئة داخل المطاعم.

أذكر في رحلة من مكة إلى المدينة توقفنا في استراحة مُرفق بها مطعم وقد اعجبني مستوى النظافة وقد افادني أحد السودانيين المقيمين في المملكة أن البلدية دأبت على تسجيل زيارات مفاجئة لمحال تقديم الطعام وإذا وجدت ولو مخالفة صغيرة فانها قد تغلق المحل أو توقع على صاحبه غرامة باهظة.

وهذا هو القانون المعمول به في كل الدول والذي يجب تطبيقه بكل صرامة في محليات ولاية كسلا لأن صحة الإنسان هي رأس المال الحقيقي ولا أعتقد أن في تطبيق وإنزال القانون ما يدعو للغضب او الاحتجاج.

وعلى ذات صعيد اصحاح البيئة فإن الخضروات والفواكهة ماتزال تُباع على قارعة الطريق وعلى الأرض بسوق كسلا في تحدٍ واضح للسلامة وعدم إهتمام باصحاح البيئة وهو أمر أيضا يبدو غريباً لأنه يتمّ تحت سمع وبصر سلطات المحلية ولا تحرك ساكناً.

نعم نحن مع تقدير ظروف كل الباعة وندعو إلى عدم مضايقتهم في كسب عيشهم في ظل الظروف الراهنة ولكن ندعو إلى تنظيم عملهم، ولا أعتقد أن فرض طاولة ترتفع عن الأرض بمقدار 50 سنتيمتر على كل بائع أمر خاطئ او مرهق او ظالم.

يمكن تحديد طول طاولة او “طربيزة” العرض لباعة الخضر والفاكهة الذين يتخذوا الطرقات مكانا لعرض بضاعتهم حتى لاتزيد من ضيق ممرات السوق وحتى نضمن عدم تعرض المعروضات للتلوث.

عموما ومع انتشار الذباب وبداية ظهور الاسهالات المائية يجب الحذر والتحرك منذ الآن من أجل تجفيف كافة منابع تفشي هذا المرض وغيره من أمراض ترتبط بالخريف واصحاح البيئة، والتجاهل مثل مستصغر الشرر ستعقبه نار أمراض لا يحتمل الوضع الراهن بكسلا انتشارها.
خارج النص
تربطني علاقة صداقة واخاء مع المدير التنفيذي لكسلا الأخ ادريس مداوي ولكن هذا لايمنع أن ننتقده إذا لم تؤدي سلطات محليته الأدوار المنوط بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى