صديق رمضان يكتب:كسلا.. “أمر مؤسف جدا”

في العام 2013 كُنا في جولة صحفية على عدد من ولايات دارفور،في نيالا تلقينا دعوة لحضور حفل تدشين طريق بالسوق الكبير تمّت سفلتته، وحينما علم بعض الزملاء كان الأمر مثار تندر لاعتقادهم أن “900” متر (أقل من كيلو متر) لاتستحق الاحتفاء، غير أنني كنت أكثر اصرارا على تغطية الحدث الذي كان بحضور الوالي “حماد إسماعيل ” _ عليه الرحمة _، وأرجعت موقفي وقتها إلى أن سفلتة متر واحد فقط يستحق التشجيع ليكون سبباً للمزيد من الخطوات التي تصُب في مصلحة المواطن لأنه إذا وضع كل مسؤول “طوبة” وذهب سيكتمل البنيان.
واسقاطا لتلك الحادثة وخلال عام كامل قضيته بكسلا ظللّت أتمنى أن اتلقي دعوة لحضور تدشين سفلتة ولو متر واحد، أو لتشييّد مصرف او رصف مساحات بالانترلوك، للأسف كل هذا لم يحدث، وهو يوضح أن عام كامل من عمر الولاية ذهب دون أي إضافة في البنية التحتية.
دعونا من هذا العام لربما أرجع البعض السبب الي ظروف البلاد، ماذا عن الأعوام السابقة، و أيضاً قد يقول أحدهم أن السنوات التي اعقبت الثورة لم تشهد إستقرار، حسناً ماذا عن الفترة التي سبقتها، سيقول أحدهم انها شهدت إهتمام بالبني التحتية، نسأله متى كان آخر طريق داخل المدينة قد تمت سفلتته او تأهيله، ربما كان خلال الإستعدادات للدورة المدرسية التي مضت عليها أعوام.
مهما حاولنا إيجاد مبررات نعلق على مشجبها أسباب القصور الحكومي في الطرق والمصارف فلن نجد بخلاف أنه اخفاق واضح، لأنه لا يُعقل أن يمر عام كامل دون تشييد او إعادة سفلتة كيلو متر فقط ولو داخل السوق الذي هو عنوان المدينة.
هل يُعقل أن يستعصي على المحلية تشييّد ولو كيلو متر واحد على أحد مصارف المياه “الأميراي مثالاً” وتحويله من ترابي إلى اسمنتي عبر الطوب فقط وليس الخرصانة، هل توجد صعوبة لو سعت المحلية إلى رصف طرق ومساحات داخل السوق بالانترلوك، لا أعتقد أن محلية ثرية مثل كسلا يعوزها المال لوضع بصمة ولو طفيفة كل عام على جدار الطرق والمصارف والسوق.
دعونا من جدلية إيرادات المحلية وفيما يتم انفاقها ولنتجاوز مسؤولية وزارة البني التحتية والتخطيط في هذا الجانب، ماذا لو اتجهت حكومة الولاية او المحلية للقطاع الخاص وطلبت منه أن يتعامل معها بنظام “البوت” لتشييد المصارف ورصف الأسواق بالانترلوك، بالتأكيد ستجد إستجابة طالما أن الأموال ستعود إلى اصحابها ولو بعد حين، وفي كسلا يوجد رجال أعمال يمكنهم التفاعل .
بدون مواربة كشفت الأمطار التي هطلت أخيراً أن كسلا ورغم أنها مدينة سياحية إلا تمتلك بني تحتية متردية ومتواضعة، ومنظر السوق الذي تحول إلى “حوض طين” كبير يدعو للأسف ويطرح العديد من الأسئلة الحائرة عن أسباب هذا التدهور المريع والي متى يستمر؟.
نتمنى أن نشاهد اختراق في عهد المدير التنفيذي الأخ ادريس مداوي والا يكون مثل سابقيه يذهب دون وضع بصمة على جدار الطرق والمصارف.