سنجة عبدالله • • سنعود فى الفجر الجديد
كتب / حسن البصير
عندما قال القائد العام الفريق أول عبدالفتاح البرهان إنى أرى تحرير الدندر و سنجة كما أراكم أمامى الان كانت تلك كلمات الواثق بنصر الله و الثقة فى جنوده الأبطال و ليقينٌ بأنه على الحق و أن معية الله مع الذين أمنوا و إن الظلم إلى زوال و وإن جند الله لهم المنصورين •
سنجة مدينة كانت أمنةٌ مطمئنة تنعم بالسلام و التعايش الإجتماعى قبل أن تغدر بها فى يومٍ أسودٍ كالح مليشيات الخراب و القتل من عصابات أل دقلو للنهب السريع لتحول ضياءها إلى عُتمةٍ من الظلام و تشرد أهلها الكرام و تنشر الرعب فى طرقاتها كان يوما مشؤوم لم تشهد له مثيل بعد أن أُستباحها غدراً الجنجويد و كان للمتعاونين و الخلايا النائمة دوراً كبيراً فيما حل بها من دمار شامل فقد تعاون الخونه ممن إستضافتهم سنجة بصدر رحب و ” أكلوا الملح و الملاح” فى بيوت أهلها الكرماء إلا أن شيمة الغدر طبعهُم فهم عديمى المرؤة و الأخلاق ما أن هجم الجنجويد إلا و لبسوا معهم الكدمول وصوبوا سلاحهم المُخبأ لصدور من أؤهم ليطلقوا النار بطريقة عشوائية على النساء و الأطفال و العجزة فى مشهد مؤلم بغيض ينم عن أحقاد تسكن فى قلوبهم •
سنجة عبدالله من المدن التى لى فيها ذكريات ستظل فى الذاكرة تحكى عن روعة إنسانها و طيبة معدنه.. هى مدينة الكرم و الجود قضيت فيها أجمل الأيام عندما كُلفت ك منسق لولاية سنار فهى مدينة تحتضن الوافدين إليها بدفء المشاعر و كرم الضيافة و لا تملك إلا أن تكون جزء من نسيحها الإجتماعى، إنها مدينة تتأصل فيها قيم التكافل و الترابط بصورة مدهشة •
و اليوم يوم الإنتصار فقد رسم أبطال القوات المسلحة و المستنفرين الإبتسامة فى وجوه أهل سنجة خاصة و السودانيين عامة بعد تحريرها من الجنجويد الذين عاثوا فيها فساداً و قتلوا خيرة الشباب و نهبوا البيوت و الاسواق و حولوا المستشفى إلى سكنه عسكرية بعد أن أخلوها من المرضى و الأطباء •
و بعودة سنجة لحضن الوطن يعود الأمل لتحرير كل الوطن فهى اول عواصم الولايات التى يتم تحريرها و قد أصبح الطريق سالكاً لتحرير الجزيرة و عاصمتها ود مدنى و بذلك أَغلقت كل منافز الفزع و الهروب أمام مرتزقة ألأمارات وعاد التفاؤل بعد أن دبَّ اليأس فى قلوب البعض ممن لم يستحضر قوله تعالى
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )
و جاء نصراً و فاتحاً فِرحَ به المؤمنين و علت تكبيرات الرجال و زغاريد النساء و إستعد النازحين للعودة لبيوتِهم رغم علمهم أنهم سيجدنها خاوية و ربما لا يجدون ما يفترشونه إلا أن سعادتهم بتطهير المدينة من المليشيات الهمجية كان أعظم هدية تقدمها القوات المسلحة لهم •
الرحمة والخُلود للشهداء الذين سألت دماءهم الطاهرة على تخوم سنجة و الدندر و السوكى و لكل شهداء الوطن الشرفاء و عاجل الشفاء للجرحى و المُصابين
و ما النصر إلا من عند الله •