حسن البصير يكتب: رفاعة و انطفأ نور العلم
رعتنى أرضها طفلا فكيف
أسُومهٓا غَدرِى
سلامىٌ أنتى الحانى و حِلمى بالهوى العذرى
مدينة العلم و النور تلك البقعة الطاهرة التى ترقد عند ضفة النيل الأزرق إنها رفاعة مدينة يحتشد فيها الجمال و الجلال و البهاء حاضرة البطانة مهد النور و العرفان من علمت الأجيال حمل القلم و القرطاس و خرجت أفزاز من العباقرة الذين وضعوا بصماتهم فى تاريخنا الادبى و السياسى و الكروى و رسمت أعظم لوحات الفن التى زينت المعارض بفنون الخط و الألوان.
و عندما يُذكر العِلم تُذكر رفاعة بابكر بدرى و احمد على جابر و نفيسة عوض الكريم
و عندما تذكر رفاعة يذكر المبدع و التشكيلى وقيع الله
و عندما يُذكر عملاقة كرة القدم يتذكر الجميع حارس الهلال الشازلى و سانتو رفاعة
و عندما تذكر رفاعة يُذكر الورع و الصلاح و شيوخها الأعلام صديق الأزهرى و الفكى ود نعمه و الشيخ العباس
و عندما نستمع لرائعة العطبراوى أنا سودانى أنا تُذكر رفاعة و الشاعر عثمان عبدالرحيم
هكذا كانت رفاعة مدينه تضج بالحياةِ و الفرح و النور حتى أطل عليها يومٌ أسود و توشحت فيه بثوب الحداد و إنتكست أعلآمها و إنطفت أنورها و تهدم بُنيانها و سلب ثوب عفافها ذلك يوم دخلها المغول من أبناء السفاح المرتزقة المعتدين جاءوا و معهم الشر و البؤس و الخراب يحملون الموت فى بنادقهم و الحِقد فى صدورهم و ينشرون الرعب فى طرقاتها و حواريها أحالو الجمال إلى قُبح يخربون الديار و يقتلون الاحرار و مع ذلك ظلت رفاعة صامدة رغم الجراح و الألَم و ظل أهلها يكابدون شظف العيش فى صبرٍ و جلد باقون فى أرضهم و بين ذكرياتهم و أحلامُهم و إنتظار من يقيلُ عثرتهم و يستجيب لنجدتهم إلا أن المليشيات الإرهابية و الداعمين لها أبت أنفسهم إلا أن يشنوا حملات إنتقامية قتلوا فيها خيرة الشباب و هجروا الناس عن بيوتهم و نهبوا الممتلكات
ثم قتلوا بدمٍ بارد الأستاذ و مربى الأجيال عمو عبدالمجيد الذى تخرج على طلاب العلم و بموته إنطفى مِصباحٌ منير كان قد إضاء سماء السودان بالمعرفه و العلم
و رغم الذى حدث لرفاعة من خراب و تهجير إلا أنها سترجع أقوى عزيمة و كثر صلابة فى مواجهة المحن و نكتب معها…
يا موطنى يا أرض الفدأ
آليت أجعل منك مقبرة العدأ
ذقت الرّدى إن لم أعد لك سيّدا
طعم الردى دون الحياة مُشرّدا
أنا لا أهاب الموت إن هو أقبلا
بل أستحثّ له خطاي مهرولا
فهو السبيل لنصر شعبٍ مبتلى
ووراءه الفردوس طابت منزلا
يا إخوتي هبّوا ليوم الموعدِ
هذى يدى فضعوا يديكم في يدي