الفاتح داؤد يكتب: الفاشر تكتب التاريخ
بالامس دفعت المليشيا المجرمة بحشدها الاكبر علي الاطلاق،منذ مقتل اللواء خلا علي يعقوب، بهدف دخول الفاشر و تحقيق انتصار بات “عزيز المنال” تضمد به جراحها وتداري هزائمها وترمم خياباتها وانكساراتها في مسارح العمليات،ولكن بفضل الله وصمود البواسل الاسطوري ،استطاع رجال الجيش والقوة المشتركة والمستنفرين، والمواطنين الشرفاء، كسر عظم المرتزقة وتلقينهم درسا قاسيا،في ما معني الارتباط “المقدس” بالوطن والارض والعرض ،نسفت الفاشر عمليا اسطورة المليشيا التي لاتقهر، ومرغ انفها باذلال في رمال الصحراء،بطريقة لم تخطر علي قادة المليشيا و مرتزقتها و داعميها من “وراء الحدود” حتي في اسوء كوابيسهم،ماحدث في ملحمة الفاشر امس اكد ان دماء الشهداء من ابطال المشتركة والجيش والمستنفرين،سوف لن تذهب هدرا بل سوف، تعبد الطريق لبناء نواة صلبة لجيش سوداني عظيم،بوسع كل سوداني أصيل ان يفاخر به في كل بقعة من السودان.
وعلي الذين لازالوا يقفون في الجانب الخطا من التاريخ،من خلال انحيازهم الفاضح وتبريرهم السخيف والمخزي لجرائم المليشيا،عليهم ان يدركوا ان الأمر قد بات واضحا مثل سطوع الشمس في رابعة النهار،وان المواقف الضبابية و الرمادية لم تعد مجدية في ظل اصطفاف السودانيين خلف جيشهم،وحيث اثبت المحنة ان مشكلة دارفور التاريخية لم تكن يوما ما ضد الجيش ومؤسسات الدولة القومية،بل كانت بين سكان الاقليم وقبائله الأصيلة من الذين وجدت بوجودهم هذه الارض، وهؤلاء “الجنجويد” عربان الشتات،وقد ادرك السودانين واهل دارفور خاصة،بان لاخيار امامهم سوي استئصال هذا الورم السرطاني.