أخبار رياضية
يس علي يس يكتب زفة ألوان: ملايين ما بنغالط ساي..!!
- لم تكن أيام مباريات الهلال أياماً عادية، كانت عيد من أعياد السودان والخرطوم، حين كانت الشوارع تزدان باللون الأزرق، ويملأ العاشقون الطرقات في كل مكان حاملين العلم الهيبة يتوسطه الهلال بالأبيض فيسر الناظرين والعابرين، الجميع مبتسم، والجميع يحتفل بنصر آت قبل وقت كافٍ من الفرحة الحقيقية، تتلفت في كل مكان فلا ترى إلا هلالاً في السماء، وابتسامات وديعة وجباه شم تعانق السماء وتحاور السحاب، وتجاور البهجة في مكانها تلك..!!
- وتعود بنا الذاكرة القهقري إلى ملاحم الأزرق، إلى موقعة ناساروا، حين عاد الهلال غاضباً من نيجيريا، وقد خسر بالثلاثة من فريق مغمور، ظن الجميع حينها أنها نهاية الحلم، وأن معركة المقبرة هي أداء واجب لتحقيق فوز ولو شرفي قبل المغادرة، ولكن كان للسيد الهلال وفرسانه رأي آخر، وكان للجمهور القدح المعلى حين ملأ الملعب والساحات المحيطة به بالحب، وحشد ما حشد من أحاسيس ومشاعر، وفرغها في دماء اللاعبين، ثم انطلق السيل الأزرق العاتي حينها ليبدأ تقليص الفارق وردم هوة الخسارة بالأول والثاني، قبل أن يعلن سيف مساوي عن نفسه في أول ظهور بهدف رأسي تأريخي، أعاد به الأزرق إلى الواجهة، ثم يحتكم الفريقان لركلات الترجيح، ويظهر فارس اسمه أبو بكر الشريف ويقدم التأهل للهلال على طبق من ذهب..!!
- ثم تتواصل الملاحم، ويرتفع الشعار في المقبرة بأن “الداخل مفقود.. والخارج مولود”، حين حشدت قرعة دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا كل “فلنقاياتها” على تخوم القلعة الزرقاء الحصينة، وكان إعلام الأزرق يزف كل صباح “رأساً كبيرة” ليكون ضحايا المقبرة، فجاء الأهلي والنجم الساحلي وأسيك أبدجان العاجي والقطن الكاميروني وصن داونز الجنوب أفريقي، والزمالك والاتحاد الليبي، كلهم عجزوا عن تجاوز عقدة المقبرة، وكانت درساً لا ينسى أبداً..!!
- كانت الخرطوم حينذاك جميلة، ماهلة الصدر، لم تضق بأحد، ولم تشتك من أحد، فتحت ذراعيها للجميع، وأرضعت الجميع حباً وسلاماً وعيشاً حلالاً، كانت الخرطوم بكل شوارعها تضج بالحب، شارع القصر، شارع الجمهورية، شارع البلدية، شارع المك نمر، شارع الطيار مراد، شارع النيل، القصر الجمهوري، قاعة الصداقة، المتحف القومي، الهيلتون، المريديان، الأراك، برج البركة، بقايا سينما كلوزيوم وجنوب وغرب والنيلين، شارع الستين ، شارع عبيد ختم، شارع محمد نجيب، شارع الصحافة زلط، شارع جبرة، أوماك، بري المعرض، رويال كير، بيست كير، اللاماب، الشجرة الكلاكلات، القوز أبو حمامة، الرميلة والحلة الجديدة…!!
- من أعلن النعي على ذاك الزمان.. من أعلن النعي على ذاك المكان..؟؟
- في ذلك الزمان كان جمهور الهلال يدرك أن الأزرق منتصر لا محالة، ولكنه لا يستطيع ان يجزم بكم من الأهداف سيفوز اليوم، وتلك كانت الحقيقة الخافية التي تجعل سقوط “قشر التسالي” على الأرض من عجائب الدنيا في ظل الحشد البشري الهائل الذي كادت تنفجر له المدرجات ببركان بشري أزرق لا مجال لإيقافه مطلقاً..!!
- “سيد البلد.. سيد البلد” كان الهتاف المحبب في شوارع الخرطوم عقب كل انتصار، وكأنه توكيد عقب كل معركة، كان هتافاً تقشعر منه الأبدان، وفرحة لا تسعها الأرض، فتشعر بنفسك محلقاً فوق هذه الحشود، مزهواً بهم، لأنك جزء من هذا الكيان الفلتة “سيد البلد الهلال”، ويكفي فخراً أن تكون “هلالابي”..!!
- هلالابي.. ولآخر حد.. هلالابي وبريدك جد.. ملايين ما بنغالط ساي.. وكان عدونا بسم الله.. أكيد عين الشمس تنسد.. هلالابي..!!
- ولقاء سان بيدرو العاجي اليوم سيكون حكاية مختلفة.. فانتظروها..!!
- مع الأزرق.. أي مكان .. أي زمان..!!
- وبل بس في كل الجبهات..!!
- اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
- أقم صلاتك تستقم حياتك..!!
- صلّ قبل أن يصلى عليك..!!
- ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!