أخبار سياسية

حسن البصير يكتب: القضارف و العطلات الإلزامية

حاولت جاهداً ان أجد مبرراً منطقياً لقرار حكومة ولاية القضارف بقفل الأسواق يوم واحد من كل أسبوع و عن ماهية الدوافع لإتخاذ هذا القرار هناك من قال أُتخذ القرار من أجل النظافة و آخرون قالوا لدواعي أمنية .
بالطبع هناك جهد وأضح للحكومة و الأجهزة الأمنية لا ينكره احد لبسط الأمن و الاستقرار و دور كبير فى دعم المجهود الحربى
لكن ما هو المقصد الأمنى من قفل السوق ليوم واحد فى الاسبوع ؟
الم يكن من الأفضل رصد و متابعة الظواهر السالبة خلال أيام الله السبعة ؟
اليس فى إعلان حظر التجوال ليلاً المقدرة على كشف الوافدين و العناصر المهدده للأمن ؟
و ما هو الإنجاز الامنى الذى تحقق خلال الفترة السابقة من قفل الأسواق ؟
و هل وضعت الحكومة البدايل و المُعالجات للشرائح الضعيفة بفتح منافز أخرى ؟
و ما هو الفاقد من الإردات لخزينة وزارة المالية من التحصيل نتيجة لقفل الأسواق و بورصة سوق المحصول ؟
ربما يكون للسلطات رؤيتها فى ظل الأوضاع الأمنية إلا أن هذا القرار كان يحتاج إلى مزيد من الدراسة و الاستشارة مع التجار عبر الغُرفة التجارية و البحث عن بدايل للإغلاق بمشاركة أصحاب المصلحة فى سد الثغرات و إدخالهم فى المنظومة الأمنية من خلال إشركهم فى معرفة أين مواطن الخلل .
و من المؤكد أن لهذا القرار جوانب سالبة من النواحى الأمنية و الاقتصادية و السياسية و الرؤية الشرعية و لتوضيح ذلك فإن إغلاق السوق من الناحية أمنية يعتبر مهدد ففى تواجد أصحاب المحلات التجارية عند حدوث أى إنفلات أمني يُعتبرون قوة تأمين ذاتى
إضافة إلى أن يوم إغلاق السوق يمكن أن يتم إدخال أدوات تخريب بواسطة الخلايا النايمة و تخزينها فى بعض المتاجر كالمخابز التى تعمل يوم قفل السوق
اما من الناحية الاقتصادية فإن التأثير سيكون على خزينة الدولة فى تحصيل الإردات و كذلك على التاجر بتحريك عجلة الإقتصاد
و من الناحية الشرعية فإن يوم الجمعة الذى أصبح عطلة فقد أفرد له القرآن سورة كاملة تحُض الناس على البيع و الشراء إلا اذا نادي المنادى للصلاة من يوم الجمعة فقال ( فزروا البيع ) و بعد الصلاة قال ( و انتشروا فى الأرض و إبتغوا من فضله الله ) و فضلة فى التجارة و السعى فى طلب الرزق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى