الفاتح داؤود يكتب: الطريق الى طوكر..!!
* بدعوة كريمة من رابطة خريجي الجامعات من ابناء جنوب طوكر،وفي معية عدد من الزملاء الصحفيين والاعلاميين،بصحبة وفد كبير من رموزالادارة الاهلية بقيادة الحكيم “دقلل” ناظر عموم البني عامر ،وصلنا الي مدينة طوكر المنكوبة بعد رحلة استغرقت ساعات،بسبب وعورة الطريق الذي دمرت السيول والفيضانات اجزاء واسعة منه، ادت الي انقطع المدينة عن العالم ايام عديدة.
* ورغم فداحة الكارثة الانسانية التي خلفتها السيول علي امتداد الطريق،لكن كانت المأساة تزداد بشعة ورعبا كلما توغلنا اكثر في تخوم المدينة المنكوبة،اذ بدء واضحا ان بيوت القرويين وفرقانهم المشيدة من المواد المحلية، لم تقوي علي المقاومة والصمود امام عنف السيل الهادر، الذي جرف كل شئ امامه من البشر والشجر والجسور والكباري والبيوت وقطعان والماشية،لقد كان ت بحق وحقيقة معركة غير متكافئة بين وديان منحدرة من اعالي الجبال، تمردت علي نواميس الطبيعة،لتضرب بعنف القري الٱمنة والمطمئنة،التي لا يملك اهلها من حطام الدنيا سوي إيمانهم حد اليقين بالحياة والقضاء والقدر .
* حاولنا من خلال مشاهدتنا الميدانية في حطام البيوت وانقاض المباني المدمرة وروايات المواطنين المحزنة،تكوين صورة مقربة للذي حدث،لعلها تعيننا علي استيعاب بعض تفاصيل الكارثة المروعة،لكن يبدو ان الفاجعة، كانت اكبر من ان تختزلها الكلمات وتحتويها الجمل،لان الحيرة والدهشة ومسحة الحزن التي علت تقاسيم الوجوه،كانت كافية للافصاح عن المشهد بلا توضيحات مملة ،حيث لازال الناس هنا بين الصحو والذهول من هول الكارثة، التي كانت فوق طاقة احتمالهم، فقد الناس في قري ريفي طوكر في لحظات كل شئ بما في ذلك ارواح عزيزة عجز الناس عن حصرها.
* لقد استباحت السيول عشرات القري التي حاق بها الدمار بصورة شاملة،دفعت الآلاف الناس للنزوح من منازلهم هربا نحو المجهول،بحثا عن الأمان المفقود لاذ بعضهم بالأماكن المرتفعة وتحصن اخرون بالمؤسسات الحكومية علي قلتها ،لكنهم وجودو أنفسهم في مواجهة من نوع أخري،مع جيوش الباعوض والناموس والذباب والحشرات السامة و الثعابين التي لفظتها مياه السيول والفيضانات. * الاحصاءت الاولية لمأساة طوكر اكدت وفاة نحو خمسون شخصا، دمار نحو ثلاثة الف منزل مابين دمار كلي وجزئي،و الي اختفاء قري باكملها عن الوجود، فضلاً عن نفوق الآلاف من قطعان الماشية،ودمار كبير في البني التحتية من طرق ومدارس ومرافق صحية علي هشاشتها وقلتها.
الوضع الانساني في جنوب طوكر، يستدعي التدخل العاجل من المنظمات الإنسانية الاممية والدولية،لاحتواء اردتدات الكارثة المتوقعة،خاصة في ظل نذر فجوة غذائية بدات تلوح في افق الريف البعيد ،وكذلك تبدو الحاجة ملحة الي توفير الخيام لايواء النازحين ،الذين فقدو بيوتهم و الدواء للتعامل ع الارتدادت الصحية المتوقعة.
* رويدا رويدا وبرغم الاحزان بدات الحياة تعود الي طوكر ونواحيها،لان الناس هنا اكثر ارتباطا بارضهم ومراتع صباهم ومدافن اجدادهم . وتلك حكاية اخري