أخبار سياسيةتقنيةمنوعات

أيمن كبوش يكتب أفياء: حميدتي.. شرطة السودان.. وتهذيب ليمان.. !

# قلت له: لا احد يمكن أن يزايد على محبتنا لهذه المؤسسة (لا عقيد معاش جعفر حسن ولا عواطف قرشي ولا صالحة) لأننا ليسوا من اولئك الذين كانوا يرددون شعارات (كنداكة جات بوليس جرا) ويفترون القول على الشرطة حين تناسوا عمدا بأن الشرطي، مهما اختلفنا حوله، هو ابن هذا المجتمع ومن ذات الحراك الانساني الذي يرعى اخلاقنا ويصونها ويحفظ الأمن ويبسط الانضباط.. يعرف أداء الواجب ويسعى للإنجاز لكي يبقى مجتمعنا مصانا ومحافظا ومحترما.. جاء الشرطي من عصير التدريب وملح التجربة.. يعتصره الجوع والفاقة ويقوده الاباء والشمم كما ظللت اكتب دائما إلى مراقي الانحياز للمهنية والتزام القانون، وفي ذاكرتنا ذلك البوليس المعدم الذي يلتقط مئات الجنيهات والدولارات من درج المركبة التي فارق صاحبها الحياة في حادث حركة، فلا يتذكر حاجته وفاقته فيضع تلك الاموال امانات في دفتر العهدة.. ثم يذهب لفض المظاهرات وهو يعلم ان راتبه الشحيح لا يكفي ولكنه غير آبه حتى ان ضج حوله الهتاف: (يا بوليس ماهيتك كم.. رطل السكر بقى بي كم).. هو لا يأبه يا سيدي لذلك لأنه ابن هذا المجتمع ويعلم أكثر من غيره بأن الشعار هو أن الشرطة في خدمة الشعب.. وانا أن أنسى فلن انسى ما حدثني به ذلك الضابط العظيم الذي كان يقص عن البطولة فقال لي: (اذا لبس الشيطان احدهم وامسك مديته.. تقدم اليه الشرطي دون عصا او سلاح.. يتلقى الضربة الأولى في إباء الشجعان.. ثم يمسك بالباقي غير مهتما بالدماء وانفجار الشرايين).
# وجد ما كتبته بالامس تحت عنوان (الشرطة السودانية.. مواسم غياب النجوم) الكثير من ردود الأفعال السالبة والموجبة وهو ما حفزني للتعمق في دواعي التجريف الذي اعترى كشوفات الشرطة، يكفيكم ويكفيني بطبيعة الحال ما صرح به المقدم بؤسا وحقدا وتجردا من المهنية (عبد الله سليمان) الذي اعترف على نفسه قبل أن يعترف على الآخرين في لجنة التمكين وقال ما قاله عن مدير الشرطة في ذلك الوقت.. إذ ان وجود المقدم بؤسا (عبد الله سليمان) في لجنة التمكين كأحد الممثلين للشرطة السودانية مع آخرين، يشرح الحالة التي كان يقوم عليها العمل الممنهج في تشريد الكفاءات بتعليمات مباشرة من قائد التمرد محمد حمدان دقلو الذي كان مشرفا على كل كبيرة وصغيرة تخص قوات الشرطة لتجريدها من كفاءاتها ونجومها وضباطها الاكثر تأثيرا في حركة المجتمع والناس.
# بالامس قدمت بعض النماذج لبعض الكفاءات التي خرجت بشباك الابعاد من الخدمة ولم يكن ذلك إلا مثالا فقط حيث هناك آلاف الضباط الذين اخرجوا مكرهين من مهنتهم التي أحبوها بغير حق، لصالح اولئك الذين اختاروا البقاء في الظل (لا يهشون ولا ينشون) فتأتيهم الترقيات بلا جهد ولا تعب ولا استحقاق.
# اعجبتني رسالة الاخ اللواء الدكتور إدريس ليمان، وهي رسالة رجل واثق من نفسه لذلك تعامل مع الابعاد من الخدمة بايثار وتهذيب وأدب العلماء، فقد كتب ليمان الآتي مشكورا: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذنا أيمن كبوش، تحياتى وإحترامي، إطَّلَعتُ على مقالكم الأخير بعنوان الشرطة السودانية.. مواسم غياب النجوم بصحيفة الكرامة (التي أكتبُ فيها أيضاً من حينٍ لآخر بصورة شبه منتظمة) .. وأشكرك جداً على حسن الظّن هذا وعلى كلماتك الطيبات.. وأتفق معك تماماً أن الذى حدث للشرطة من إحالة المئات من الكفاءات الإدارية وأصحاب الرؤية السليمة والبصيرة الثاقبة في كل ما يتعلق بالأمن الداخلي والأمن القومي كان أمراً خطيراً أضَّر بالعملية الأمنية وأسهم فى إزدياد الفجوات الأمنية وإتساعها حتى وصلت بلادنا إلى مرحلة الخامس عشر من أبريل وما تعانيه الآن. وعلى الرغم من كل ذلك التجريف والدمار الذى ألحقته القوى السياسية بالشرطة بهذه الإحالات التى لم يكن يسندها المنطق ولا العقل ولا القانون ولا مصلحة البلد إلاَّ أن فيها العديد من الكفاءات والخبرات التى يمكنها قيادة مرحلة ما بعد الحرب على خطورتها إلى بر الأمان.. وسنكون نحن (المحالين قسراً) سنداً لهم وعوناً من مقاعد المتفرجين ومن وراء حجاب وذلك من واقع مسؤوليتنا الأخلاقية والقانونية والمهنية.. فالمعاش القسرى لا يضع عن كاهلنا شرف الدفاع عن الوطن وعن أمنه وأمان مواطنيه بالكلمة وبالرأى والمشورة وهذا ما ظلّلنا نفعله منذ التقاعد دون أن نمتَنَّ على بلادنا ولا على أهلنا. نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأهلها من كل سوء وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر. هذا من كل تقديرى وإحترامى وإمتنانى.. لواء شرطة (م): د. إدريس عبدالله ليمان.. الناطق الرسمى الأسبق بإسم قوات الشرطة والكاتب الصحفي (من منازلهم) وأستاذ القانون الدولى بعدد من الجامعات السودانية).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى